محاولات فاشلة

(١)
على الرصيف،
زيت الفلافل، وبول الغرباء
نعال أيضاً، وكاوتشوك السيارات
ومسافة الباعة بين ضوئين.

(٢)
الوقت: صوتا هلاميا يعد الحواف.
الليل يغط بالنوم .

(٣)
سمعت الظلال تخطو على سور جارتنا
وخفت الضوء ان يتعثر بي
بدوت ضبابياً والماء يتخللني كماسورة دخان
تنفست قليلا من لون كستنائي. ومشيت
لم اعلم ان البحر يحتمل العابرين
لم اعرف ان البحر يغني اناشيده المتسخة
كنت موشكا على الصلاة فوق السمك
اغوص في حراشفه بالجنون

(٤)
الهي الابيض...
خذني اليك بحفيف الهواء
ولون الشجر المتصلب بدمي
خذني اليك ابيضاً أبيضاً
بزهر اللوز والفراشات النائمات.

(٥)
الهي....
دعني اصلّي باللون وشِعري المهترئ



--
Monther Jawabreh
With my regard
Betrhlehem - Palestine
00970 599 377 978

بحث هذه المدونة الإلكترونية

15‏/03‏/2010

اللوحة بين البصر والنص



تبدو الجدلية واضحة في السياق الشكلي للعمل الفني بين مفهومي الشكل بصريا والمضمون نصيا او نظريا، وهنا ينبع اساس الاشكال بالنسبة لمتذوق العمل الفني، و للخروج من هذا المازق لا بد من ادراك المفهومين من ناحية ، وتعميم المشهد الفني من ناحية اخرى- بمعنى ان على المتذوق ان يدرك اين تصب اللوحة - او ما هي اللوحة، ومن المهم ان يساهم الفنان ايضا بذلك- وفي حال ادركنا هذا الحيز، اصبح من الواجب التخلص من الكثير من التناقضات التي نحملها اثناء متابعتنا للعمل الفني.
ضمن هذه الرؤية يستطيع الشخص المتذوق للعمل الفني ان يعي جيدا ان اللوحة الفنية هي عبارة عن شكل، وينطبق تحت هذا الاطار ( سطح اللوحة) اي ان العمل الفني يحمل مفهومه الخاص بعيدا عن النص الادبي الذي يبحث عنه المشاهد في العمل، لتتجرد اللوحة من كل تلك الاشكاليات وتدخل نطاق الشكل وما يحويه من لون، وخط، وملمس، وخامة، وتكوين، وفراغ، ....الخ، وهذه العناصر تحتاج للتامل واقعيا أو خياليا، ضمن التفكير والتخيل بمشاهد قد تكون خاصة او وضعيات مختلفة تاتي نتاجا لما يحمله من موروث ادبي، ثقافي، اجتماعي... الخ ، ويدخل ترتيب هذا المشهد الذاتي الخاص والخارج من السياق النصي متارجحا تحت الصورة البصرية او التذكر ، والذي يشكل في النهاية الصورة البصرية. 

من هذا الجانب نتفق على ان الاشياء تاخذ شكل الصورة ، وبالمقابل يتشكل من صور ذهنية او واقعية ، وقد تكون بعيدة عن الحقيقة ، او هي تقليد الاشياء الحقيقية، وفيما لو اردنا ان ناخذ الموضوع بشكل ابعد من ذلك نرى الحياة بشكل عام كما ذهب افلاطون (هي تقليد الماوراء)، بمعنى ان العالم جميعه ليس بحقيقة وانما تقليد للعالم المثالي، فما بالنا عندما يتعلق المشهد بلوحة فنية او صورة فوتوغرافية، اذا اللوحة ليست حقيقة ، وبالتالي علينا المحاولة في الابتعاد عن تشبيه الاشياء بالواقع حتى ولو كانت اللوحة واقعية. 

في حال الوصول الى هذه القناعات ، نجد ان اللوحة الفنية البصرية شئ قائم بذاته والعمل يحمل في طياته القيمة الجمالية، والتكوين الفني داخل اطار اللوحة ذاتها لتبني نفسها بنفسها
، على ان حركة الرسم داخل المشهد الفلسطيني اصبحت تاخذ اتجاهات متنوعة بحيث تعتبر ذات نزعة تجريدية جمالية
في معظم الحالات، وهذه الاتجاهات تخضع في نظامها التعبيري لتباينات اللون والحركة، الا ان المتذوق يجد مسافة بينه وبين هذا المشهد بحكم الابتعاد او افتقاد تعميم هذه الثقافة في مجتمع لا يسوده الاستقرار بهذا الوضع، وانما يمر بتجربة يومية مختلفة تماما عن هذه القيم التي تحملها اللوحة الفنية من هم وطني، وحصار، واحتلال... الخ 
ومن اجل اختصار المسافة لبناء علاقة طيبة وودية مع اللوحة الفنية ، علينا ان نقوم بدراسة تحليلية للعمل مما تحمله من عناصر لبناء ثقافة فنية تنمو في دلالات جمالية وفي اسوا حالاتها دلالات رمزية، والتي قد تسئ الى المشهد والكم الثقافي البصري الذي نحاول الوصول اليه، كما ان هناك ظاهرة التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية التي اخذت جانبا مهما في تطور العمل الفني بما يتعلق من مسالة الحداثة وضرورة تخطي الثقافة القديمة بما تحمله من دلالات رمزية بقيت لفترة من الزمن تدور حول نفسها، وبمعنى اخر، دعونا نحاول الابتعاد في ربط المفاهيم والعناصر الفنية داخل العمل الفني بما يدور حولنا في المجتمع ، مع العلم ان جميع العناصر المستخدمة اصلا هي نتاج لما حولنا ، ولكن ليس بالضرورة نقلها او استخدامها او التعبير عنها بالشكل المباشر وانما هي محاولة للابتكار ، وفي حالات اقل، اعادة صياغتها ضمن انسجام ورؤية اكثر تاملا وتحررا للوصول الى بناء متناسب كقيمة وشكل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق