محاولات فاشلة

(١)
على الرصيف،
زيت الفلافل، وبول الغرباء
نعال أيضاً، وكاوتشوك السيارات
ومسافة الباعة بين ضوئين.

(٢)
الوقت: صوتا هلاميا يعد الحواف.
الليل يغط بالنوم .

(٣)
سمعت الظلال تخطو على سور جارتنا
وخفت الضوء ان يتعثر بي
بدوت ضبابياً والماء يتخللني كماسورة دخان
تنفست قليلا من لون كستنائي. ومشيت
لم اعلم ان البحر يحتمل العابرين
لم اعرف ان البحر يغني اناشيده المتسخة
كنت موشكا على الصلاة فوق السمك
اغوص في حراشفه بالجنون

(٤)
الهي الابيض...
خذني اليك بحفيف الهواء
ولون الشجر المتصلب بدمي
خذني اليك ابيضاً أبيضاً
بزهر اللوز والفراشات النائمات.

(٥)
الهي....
دعني اصلّي باللون وشِعري المهترئ



--
Monther Jawabreh
With my regard
Betrhlehem - Palestine
00970 599 377 978

بحث هذه المدونة الإلكترونية

15‏/03‏/2010

انتفاضة فنية للفنانين الشباب



يلعب معرض " فلسطين في عيون الفنانين الشباب" مسآلتين مهمتين. الزمان والذاكرة

الزمان: سيأخذ هذا المعرض امتدادا زمنيا لا يقل عن عشرة عروض او اثنا عشر عرضا، بمناطق فلسطينية مختلفة، وسيعرض على مدار هذا العام، بحيث يشغل مساحة زمنية دائمة تعرض من خلالها الاعمال يوميا امام المشاهد الفني ليختار الزمان والمكان و الوقت ايضا الذي يرغب ليرى ذلك، وستمنح له فرصة اكبر ليشاهد ويستمتع.

الذاكرة: سيحمل المعرض في حال انتقاله لاماكن أخرى أعمالا جديدة، وفي حال كان هناك تكرارا للمعرض من حيث التجوال، الا انه في الآن نفسه سيعرض لجمهور جديد في نابلس، حيفا، الناصرة، اريحا، الخليل... الخ، وهذا بدوره سيشكل معيارا جماهيريا جديدا في عدم استقصاء الاخرين، وانما خلق حالة فنية عامة على امتداد فلسطين.


ضمن هذين العنصرين في فكرة المعرض، ستكون الردود الزئبقية والاراء المتباينة على هذا المعرض، ومن الضروري ان يخلق هذا المعرض جدلا وحوارا مستمرا امام هذه الفترة الطويلة من العرض، ولكن في ظل الكثافة الثقافية والفنية في فلسطين لا بد من استثمار ذلك لنقل هذه الحالة خارج الحدود (الرما اللاوية) الى مدن فلسطينية اخرى، ويسير الأمر بشكلٍ متوازٍ معا، على انه وفي هذا المعرض تحديدا لفلسطين الشباب"، تم تقديم تجارب مختلفة لفنانين ما بين محترفين او جديدي المنشأ على الساحة الفنية، ومن خلالها نستطيع القول ان المعرض يقدم مساهمة جديدة للمواهب والمهتمين.


يقدم المعرض اربع نماذج تجريبية لاربع مناطق جغرافية: غزة، فلسطين ٤٨، الضفة الغربية، الشتات، وفي هذا الاطار نجد اختلاف الرؤى بين تجارب مختزلة تأتينا أولها من غزة: آثار الحرب الأخيرة ، البحر، البيوت المتباينة ما بين بيوت المخيم أو ما فوقها من خزانات وابراج وخطوط، يتمثل ذلك في أعمال الفنانين شريف سرحان، باسل المقوسي، رائد عيسى، اياد صباح، محمد الحواجري وغيرهم، وبذلك نستطيع ان نلتمس " الحصار " في أعمال هؤلاء الفنانين.


فلسطين المحتلة: يأخذ بعدا آخر في الموضوع، وهو البحث عن الهوية، من خلال تأكيدها أو ضبابيتها، ونرى ذلك في أعمال الفنانات رانية عقل، وميساء عزايزة، واللتان استخدمتا موضوع متقاطع من حيث ازدواج الهوية الفلسطينية في الداخل وابراز الشكل البصري القاطع على الموروث الفلسطيني والانتماء، فقد استخدمت رانية عقل عنصرين تحدث عنهما ايضا محمود درويش في شعره: طائر السنونو، والقهوة، وقدمت رانية لنا طائر السنونو على أرض تحترق (عملها المحروق)، ولكنها  لا تخفي مدى روعة هذا الطائر بالتحليق الحر، رغم ما يلم به او ينتظره على الارض.

الضفة الغربية: البحث عن المكان، وتقديم شكلا بصريا يبتعد قليلا عن الهوية، لكنه يبحث عن آثارها من خلال البحث عن الدلالات الجمالية، والرموز الانسانية والمكانية، بشكل اكبر انفتاحا من حيث اللغة التشكيلية ، رغم خصوصية حالتها لثقافة مخيم مثلا كما فعل نصر جوابرة وابراهيم جوابرة، وعما قدمه الفنانان من استرخاء عناصره وقلتها للاول، وكثافة الصورة والفكرة بتحويلها لعناصر قلقة في العمل الفني للآخر. مثل الخطوط والنقاط والدوائر واللون..

اما بشار الحروب وشادي الحريم وجمال البحري، فلكل منهم ايضا لغته الخاصة والمختلفة، لكنها تنتمي للطبيعة اكثر من شكلها المعماري، نرى عمل الفنان بشار الذي يجرد القدس من تعبها واشكاليتها السياسية بمساحات مجردة ايضا، ليقدمها لنا انها القدس ايضا، رغم انه اختزل كل ظواهرها. وفي عمل الفنان شادي الحريم، يعرض لنا فلسطين الخضراء الجميلة، باحثا عن تقنيته الفطرية والطبيعية بذلك.

فلسطينيو الشتات: رغم هاجسهم الوطني والقومي والانساني، الا ان عامل المكان لعب دورا مهما، فقد قدموا فلسطين من ذهن متخيل وقصصي، يسمعوه من اجدادهم وابائهم الذين هجّروا عن ارضهم، وبالرغم من ذلك الا انهم قدموا فلسطين بطريقة مختلفة، وتجربة خاصة ما بين اعمال الفنانين نورس شلهوب وامل كعوش ومحمد شقديح، جاء تفاوت متباين بشكل عملهم الفني، منهم من قدمه بطريقة مفاهيمية حديثة كعمل امل كعوش، التي استخدمت جهاز الكمبيوتر للعرض ( الموذر بورد) وخلق حالة اشكالية يعيشها الفلسطيني يوميا تحت النظام العالمي الحديث في تحييد وتحديد شكله الانساني كجزء ينتظم تحت هذه اللعبة الكونية، اما نورس شلهوب، فكان اكثر حالما في عرض عمله لفلسطين ملونة، وياخذك احساس بالحصار داخل هذا العمل، من خلال الحركات الحلزونية واللولبية، يدفعك للتشبث خارجا من ضيق الحالة التي عبر من خلالها الفنانون باختلاف اطارهم وشكلهم الفني.


لقد قدم الفنانون عبر هذا الامتداد الجغرافي الواسع، تجارب مختلفة ومتباينة يستحق ان يسلط الضوء عليها، وكخطوة اولى للفت نظر المهتمين بعمل مهرجان شبابي سنوي، او مسابقة سنوية عامة تعمل على تجديد فعل النشاط الانساني والفني، في ظل النكسات السياسية التي يمر بها الوضع الفلسطيني.


منذر جوابرة

فنان تشكيلي

montherjawabreh@gmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق